58 - رحلة إلى اليابان 7# - التدريب مع آيكو

الفصل 58 : رحلة إلى اليابان 7# - التدريب مع آيكو.

-------------------------------------------------

بعد لقاء (أورين) بـ(آيكو) قرر تأجيل قيلولته إلى وقت آخر والذهاب إلى الدوجو الذي أخبرته عنه. فأخرج الخريطة وبدأ يتتبع الطريق المؤدية إلى الدوجو.

بعد دقائق قليلة من المشي، وصل (أورين) إلى الدوجو، ففتح الباب الخشبي الكبير ووجد (آيكو) تقف بعيدة عنه وكانت تنتظره، كانت قد غيرت ملابسها إلى ملابس الخاصة بالدوجو. فأغلق الباب خلفه وتقدم نحوها وقال:

"حسنا، ها أنا ذا، جاهز للقتال."

ابتسمت (آيكو) وقالت له:

"هاها، ظننت بأنك لن تأتي..."

أمسك (أورين) بمعصمه وقال لها بابتسامة واثقة:

"بالتأكيد سوف آتي! لا أعلم ماذا تعتقدينني."

فقالت له بعد أن مدت إليه ملابس دوجو بيضاء رجالية:

"حسنا إذن، ضع هذه الملابس حتى نبدأ."

"على الفور."

بدأ (أورين) يرتدي تلك الملابس وكان معجباً بها فقال:

"واو، إنها مريحة للغاية! أبدو وكأنني نينجا!"

قالت له:

"السينسي الخاص بي لديه نفس اللباس. لقد تم تصميمها لتمنح المرء حرية أكثر أثناء الحركة."

بعد أن انتهى (أورين) من إرتداء ذلك اللباس بدأ يقوم بحركات تسخينية وكأنه مقاتل حقيقي وهو يقول بجدية:

"حسنا، كفى كلاما! دعينا نتقاتل!"

ثم أتخدت (آيكو) وضعية قتالية خاصة بها وقالت له بجدية:

"أنت واثق من نفسك كثيراً، ولكن أخشى بأن ذلك لن يكون كافيا. لدي الحزام الأسود رتبة دان التاسعة في التايكوندو والكاراتيه. ماذا عنك؟"

اتخد (أورين) وضعيته الخاصة أيضاً وأجاب على سؤالها:

"لا أحتاج إلى تلك الألقاب السخيفة. ولكن في إحدى المرات قمت بهزيمة شخص في أحد الأزقة بضربة واحدة، لذا..."

كانت (آيكو) جدّية للغاية فسألته مجدداً:

"أوه، حقاً؟ هل كان شخصا قوياً؟"

فقال لها مع بعض الكذب: "بالطبع كان قوياً، اسمه (توم)، إنه... آمم... بطول مترين."

"مترين... واو، هذا مبهر. حسنا إذن، سوف أهجم أنا أولاً."

"مهما تريدين."

"حسنا..."

تحركت (آيكو) بسرعة فائقة، وكانت تتحرك يمينا وشمالاً لدرجة أن (أورين) تفاجأ جداً فبدأ يقول في نفسه:

(اللعنة، إنها سريعة للغاية! يجب عليّ أن أتنبأ بحركاتها...)

فاختار أن يصد ضربتها متوقعا بأنها ستضرب من الجهة اليسرى، لكنه تلقى ركلة منها بقدمها إلى وجهه مباشرة، فأرسلته طائراً إلى الوراء ساقطا على الأرض وهو ينزف دما من أنفه، فكان يتحدث وهو غير واعٍ بما حصل:

"آآآآه..... مـ-ماذا حدث؟"

انفجرت (آيكو) ضاحكة عليه واقتربت منه وجلست على صدره وقدميها مفتوحتين فقالت له ساخرة:

"هاهاها، لقد كان ذلك مبهراً! أستطيع أن أرى بأنك خبير في القتال."

فقامت بخنقه من عقنه بواسطة قدميها وأكملت:

"من الأفضل لي أن أظل حولك في الوقت الراهن.... إذا تم قتلك، فـ(عزازيل) سيغضب مني... ومما أستطيع رؤيته، يمكن أن يتم قتلك بسهولة تامة."

كان (أورين) يختنق وهو يحاول اخبارها بذلك بصعوبة:

"آررغغ.... أنا..... لـ-لا.... أ-أستطيع تـ-تنف....."

لم يستطع التحدث بصوت مسموع فكان يتحدث مع نفسه مستغرباً:

(لا أستطيع التنفس!! لماذا.... لـ-لماذا هذا يجعلني أشعر بالإثارة في الأسفل؟ هل لأنني لا أتوصل بالأوكسجين إلى دماغي؟ سوف أموت! لطالما أردت أن أموت وأنا تحت امرأة...)

كانت (آيكو) تستمتع بإذلال (أورين) بتلك الطريقة ولكنها اكتفت بعد أن أشفقت عليه، فقالت له وهي لا تزال تبتسم:

"حسنا، حسنا، أعتقد بأن هذا يكفي..."

فقامت من فوقه حتى شهق بقوة وبسرعة بعد أن تركته، ثم اتخدت وضعية أنثوية مثيرة للغاية وقالت له وهي تنظر إلى مكان آخر:

"حسنا... تبين أن هذا كان مخيبا للآمال، لذا..."

كانت (آيكو) تحاول استفزازه بضعفه ولكن (أورين) قاطعها وقال لها وهو غير راضٍ على ما حدث:

"مستحيل! التدريب لم ينتهي بعد! علميني تلك الحركات! أنا أتعلم بسرعة، في يومين أستطيع مجاراتك وسوف ألحق بك."

فقالت له: "حسنا، حسنا... دعنا نحاول مجدداً. ولكن يجب عليك أن تبدل الكثيــــــــــــر من الجهد...."

**

بعض مرور بضعة دقائق...

كان (أورين) يلهث بشدة وهو راكع ويقول بعد أن انتهت حصة التدريب:

"واو! كان ذلك جيداً! هل رأيتي ركلتي الأخيرة؟! لقد كدت أن ألمس السقف!"

ضحكت (آيكو) وقالت:

"هاها، أجل، ليس سيئاً. دعنا نرى كيف ستصبح بعد المزيد من الحصص التدريبية."

"سوف أفاجئك..."

"أنا متأكدة من ذلك."

"حسنا، يجب أن أذهب. هل تعيشين بالقرب من هنا؟"

"لدي كوخ صغير بالجوار. إنه مكان مؤقت، به سرير وأشياء أخرى."

"إذا كنتِ تريدين المجيء إلى فندقنا، هناك متسع كبير. لدينا أسرة احتياطية، حمام، طعام..."

"لا، شكرا لك. يجب أن أبقى مختبئة في الوقت الراهن. ولكن... يمكنني أن آخد حماما عندكم في وقت ما. لن تلاحظوا وجودي حتى.."

"بالطبع، بقدر ما تشائين... حسنا، أراك قريباً! إلى اللقاء، (آيكو)."

"إلى اللقاء، (أورين)."

**

بعد مرور ساعات قليلة...

عاد (أورين) إلى الفندق في وقت الغروب وسمع صياح (جودي) في الداخل، فدخل ليجد طاولة الغرفة مليئة بمختلف أنواع الطعام الياباني.

جودي: "أوووووووه! أنظروا إلى هذه الوليمة!!"

كارلا: "واو، هذا يبدو لذيذاً!"

أورين: "وباهض الثمن!"

جودي: "السوشي! الساشيمي! والسلطعون!"

أورين: "الساكي!"

جودي: "لا أستطيع الإنتظار حتى أتذوق كل هذا! هل نستطيع البدأ بالأكل؟!"

لورين: "من فضلك يا أمي!"

وافقت (كارلا) لهم بالبدأ بالتهام ذلك الطعام، إلى أن لاحظ (أورين) القلادة التي اشتراها من أجلها في القطار فقال لها:

"(كارلا)! أنتِ ترتدين القلادة التي أعطيتك إياها!"

فابتسمت (كارلا) ابتسامة ملائكية جميلة وقالت له:

"آه! أجل! أعتقد بأنها تناسبني... شكرا لك (أورين)!"

فشعر (أورين) بالسعادة وقال لها:

"إنها لا شيء! سوف أفعل أي شيء من أجل زوجة أبي المحبوبة!"

فاحمرت خجلا وقالت له:

"هاها، أجل، أنا أيضاً... آمم... حسنا! دعنا نتناول وجبة العشاء الآن، هيا..."

"بالتأكيد!"

**

نام الجميع وفقط صوت صرصور الليل العالي ما يُسمَع، فكان (أورين) في مكانه نائما عاري الصدر ويشخر، إلى أن سمع صوتاً في الحديقة الأمامية للمنزل، حيث كان صوت تحريك المياه ففتح عينيه ببطئ وهو مستغرب، إلى أن قام من مكان نومه ليجد بأنها (آيكو) تقف أمام حوض الحمام الساخن في الحديقة وكان يتساءل عن ماذا تفعل.

وفي الجهة الأخرى كانت (آيكو) تحدق في الحوض وتقول في نفسها:

(واو... الماء يبدو جيدا جداً... لم يسبق لنا وأنا كان لدينا حمام كهذا في المنزل... هل يجب أن آخد حماماً؟)

فبدأت تزيل ملابسها وهي تقول:

(أجل، لما لا... جميعهم نائمون وأورين قال بأنه يمكنني القدوم إلى الفندق... وكما أنه ليس منزلهم على كل حال.)

قامت بإسدال شعرها الأسود الساحر وأزالت ملابس الدوجو الخاصة بها إلى أن أصبحت بملابسها الداخلية فقط، انحنت بطريقة مثيرة للغاية لتقيس درجة حرارة الماء، ثم جلست ببطئ داخل الماء الساخن واحمرت وجنتيها من الإسترخاء الشديد ثم استلقت على ظهرها وكانت تشعر وكأنها في الجنة.

وكان (أورين) في الجهة الأخرى يشعر أيضاً بأنه في الجنة، وكان ينتظرها أن تزيد حمالة صدرها بفارغ الصبر.

وكانت (آيكون) تفكر في نفسها:

(التدريب دائماً... أو في مهمات... من الجيد أن تكون قادرًا على الراحة لبضعة أيام... كما أنني لست أعصي أوامر عزازيل... لقد أخبرني بأن أراقب أورين وهذا ما أقوم به بالفعل. ربما، إذا أمرني بأشياء أخرى، سأكون أكثر نفعاً... لا أعلم سبب اهتمامه بأورين، ولكن... لا يبدو على أنه شخص سيء.)

كان (أورين) يتحرق بشدة في داخله ليراها عارية وكان يرغب في الإنظمام إليها في البداية، ولكنه غير رأيه بتلك الفكرة... لأنه ظن بأنها ستفكر بأنه فقط مترصد مجنون.

فغيرت (آيكو) وضعيتها إلى وضعية مثيرة للغاية وهي تفكر في (أورين) وتقول في نفسها:

(إنه نوعاً ما مضحك، في الحقيقة... لم يسبق لي أن حظيت بفرصة للحصول على أصدقاء، ولكن... لا أعلم... لم أفكر أبدا حول ذلك ولكن... أعتقد بأنني لست...)

صمت قليلاً ثم نظرت إلى حمالة صدرها وكانت على وشك إزالتها، وكان (أورين) متحمسا زيادة لرؤية ذلك المشهد.

لكن في تلك اللحظة سمعت (آيكو) ضجيجا خفيفاً جداً داخل المنزل فتفعلت حواسها وأخدت حذرها وهي في مكانها لم تتحرك تحركا يثير الشبهات.

وكان (أورين) في مكانه لا يعلم بأنها تعلم بأن شخصاً يراقبها وهو يقول في نفسه:

(ربما يجب أن أعود إلى النوم. بعد كل شيء، فهي تعمل لدى عزازيل...)

فأخرجت (آيكو) يدها من الماء ببطئ وهي تحمل سلاح الكوناي، فتفاجأ (أورين) كثيراً من رؤية ذلك وكان يقول في نفسه:

(ماذا بحق الجحيم؟ هل ذلك كوناي؟ ما الذي تفعله.....)

وفجأة أرسلت (آيكو) ذلك الكوناي طائرا نحو (أورين) مباشرة، ولحسن حظه أنه كان مختبئاً وراء أحد الأبواب الخشبية، فغرست الكوناي في الباب أمام عين (أورين) اليسرى بالضبط، فصرخ مرعوباً.

"آآآآرررغغغعغ!! ماذا بحق الجحيـ-"

ثم نظر إليها وقال وهو يضحك خائفاً منها:

"هاها... (آيكو)... مرحبا.... لم ألاحظ وجودك...."

حينها خرجت (آيكو) من الحوض واتخدت وضعية ساموراي على وشك قطع خصمه وكانت تحمل كاتانا، فزداد تفاجأ (أورين) أكثر وهو يتساءل في نفسه:

(من أين أحضرت ذلك الكاتانا بحق الجحيم؟!)

فقفزت من مكانها بجانب الحوض وطارت في الهواء حتى هبطت بطريقة رائعة أمام (أورين)، فسقط (أورين) وعلى ظهره وقامت (آيكو) بتوجيه طرف سيفها إلى عنقه وكانت غاضبة وقالت له:

"ما الذي تفعله هنا؟! لقد كنتَ تنتظر اللحظة المثالية حتى تهجم عليّ. ألست كذلك؟! كنت أعلم بأنني لا أستطيع أن أثق بك..."

لم يفهم (أورين) شيئاً مما قالته فسألها:

"مـ-ماذا؟ لا! أنا... أنا كنت فقط..."

فقالت له:

"لديك 5 ثواني لتشرح لي ما يحدث قبل أن أذبح عنقك!"

بدأ (أورين) يتلعثم قائلاً:

"أنا... آمم.... أنا فقط رأيتك تأخدين حماماً و... حسنا، لديك جسد جميل و... كنت... مفتونا به."

فسألته مجدداً وهي غاضبة:

"ماذا؟ كنت... تتجسس علي"؟ لتراني عارية؟"

"آهمم ... أجل."

"هل كنت حقا كذلك؟ هل هذا كل شيء؟ اقسم الآن بأياً كان ما تقدسه!"

"أجل! أقسم لك!"

فتوقفت (آيكو) قليلاً وهدأت وقالت له:

"همممم.... حسنا، أنا أصدقك... في الوقت الراهن. لكني أراقبك! ومن الأفضل لك أن تبذل جهدك الكامل غدا عندما تأتي إلى الدوجو!"

فقال لها (أورين) وهو لا يزال خائفاً:

"سأفعل! سأتدرب بشدة!"

"حسنا.... سأغادر إذن... وتوقف عن التحديق في صدري!"

"أ-أجل! آسف!"

ارتدت (آيكو) ملابسها بعيدا عن (أورين) بجانب سور المنزل وهي لا تزال منزعجة قليلاً، فنظرت إلى (أورين) الذي كان مستلقيا في المكان الذي هجمت عليه فيه، فكان لا يزال مصدوماً ولم يغير وضعيته إطلاقاً، فأطلقت ضحكة مكتومة ولطيفة على ذلك المنظر، ثم قفزت فوق السور وغادرت المنزل.

فعاد بعد مدة (أورين) إلى سريره وكانت عيناه نصف مغلقة وهو يعاتب نفسه:

(دائما ما عليك أن تفسد الأمور، يا أورين.... على كل حال، دعنا نعود إلى النوم. هناك الكثير لأقوم به غدا... ...Zzzzz)

يتبع..

2022/05/14 · 83 مشاهدة · 1541 كلمة
نادي الروايات - 2024